دار جدل عنيف بين المتخصصين في الرعاية الصحية حول فوائد وسلبيات مشاركة الأطفال النوم مع الوالدين، وفي حين حذّر بعض الخبراء من إبقاء الطفل في سرير والديه أثناء النوم لأسباب تتعلق بالسلامة، لكن بعض الآباء أوضحوا أنَّ مشاركة السرير تقربهم من أطفالهم، وفقًا لما نشرته "ديلي ميل" البريطانية.
وزعم مدرب صحة هندي، يدعى ميكي ميهتا، أن مشاركة الأطفال السرير مع ذويهم أثناء النوم أمر ضروري، وانتقد الممارسة الغربية المتمثلة في وضع طفل في غرفة نومه الخاصة في سن الثانية أو الثالثة، بل إنّه حدد سن سبع سنوات بشكل محدد للتوقف عن نوم الطفل في سرير والديه.
واستشهد ميهتا في نصيحته بمزيج من علم الأعصاب والعلوم المستعارة، موضحاً أنّه حتى عمر سبع سنوات تعمل خلايا المرآة العصبية لدى الأطفال ويكونون حساسين للغاية، وأضاف ميهتا: أنَّ الطفل "سوف يتعلم كل شيء دون وعي، عندما يكون نائماً".
وتنشط الخلايا العصبية المرآتية في الدماغ عندما يرى الإنسان الأشخاص يقومون بأفعال، ويتعلم الشخص أيضاً كيفية التفاعل مع تلك الأفعال. إنَّ خلايا المرآة العصبية هي واحدة من أهم اكتشافات علم الأعصاب في العقد الماضي، وتعتبر ضرورية لكيفية تعلم المهارات وكيفية التفاعل مع الآخرين.
وعلى الرغم من أنه من المفهوم جيدًا أنَّ النوم هو عندما نقوم بمعالجة الذكريات وترسيخها، إلا أنه لا يوجد دليل على صحة ادعاء ميهتا بأن الخلايا العصبية المرآتية تتعلم لا شعوريًا أثناء النوم.
ومضى ميهتا، في مقطع فيديو تم بثه عبر منصة إنستغرام، موضحاً أنَّ العقل الباطن للطفل يغرق في السلبية أثناء نومه، وأنَّ النوم مع أحد الوالدين سيساعد في الحماية من ذلك، قائلًا: "يحلم [الطفل] بالخوف والرهاب لأن عقله الباطن رقيق، ويلتقط كل إشارة".
وقال ميهتا إنه وفقاً "للسفر النجمي فإن الأطفال يبكون.. وإنهم يتبولون". ولم يتم تفسير ما يقصده ميهتا بشكل منطقي بيد أنه بالأساس لا يُعتقد أن السفر النجمي هو علم من العلوم المعروفة أو الموثوقة.
وتابع ميهتا قائلًا: إنه "لا يكون هناك راحة أو تعافٍ أو إصلاح".
وعلقت دكتورة منى أمين، طبيبة الأطفال، قائلة: "يا إلهي، لم أسمع قط هذا القدر من الهراء في مقطع [فيديو] واحد من رجل".
وتابعت: "إنه يلمح إلى أن الأطفال يتبللون في الفراش، بسبب الصدمة والخوف والانفصال، وهذا ليس هو الحال"، شارحة أن "التبول في الفراش أمر شائع لدى العديد من الأطفال بسبب عدم نضج المثانة وليس بسبب القلق".
وشرحت دكتورة أمين قائلة: "لا يحتاج الأطفال إلى النوم بجانب أمهم لمدة سبع سنوات ليشعروا بالارتباط. إن النوم المستقل أمر ممكن ونموذجي من الناحية التنموية، ويمكن أن يعني في الواقع نومًا أفضل للطفل والوالدين".
ومن المثير للدهشة، وافقت أمريتا ساراف، مستشارة نوم الأطفال، على رأي ميهتا بشأن النوم المشترك، حيث كتبت: "أنظر إلى أن النوم المشترك دائمًا أكثر صحة وأفضل. وأنا لا أصم أي شخص لا ينام مع أطفاله بالعار، لأنه من حق الجميع القيام بما يناسبهم"، لكنها أرادت أن تقول إن ما ذكره ميهتا صحيح.
وتابعت "حدسيًا وعلميًا، إذا كان الطفل يعاني من اضطراب في النوم، فلن يحصل على نوم مريح. وهذا يمكن أن يؤدي إلى جميع أنواع المشاكل التنموية والسلوكية. لكن لا يوجد دليل علمي يربط بين اضطرابات النوم لدى الأطفال والسفر النجمي".
كما زعم ميهتا أنه عندما يقترب الطفل من نبضات قلب أمه، فسوف يقوم بمزامنة إيقاعاتها. وعلى الرغم من أنه ليس طبيبا، ولا هو عالم، إنما هو مدرب حياة ورجل أعمال في مجال الصحة والعافية وصاحب سلسلة من صالات الألعاب الرياضية، إلا أن بعض أفكاره تحظى ببعض الدعم العلمي، مثل فكرة أن النوم المشترك يؤدي إلى مزامنة نبضات القلب.
يقول ميهتا إنه إذا كان لدى الطفل حلم سيء، يمكن لأحد الوالدين القريبين منه تهدئته. ولكن بعد ذلك قال: "الآذان على القلب، ونبض قلب الطفل غير المنتظم يعود إلى الإيقاع مرة أخرى."